سر زهد الحسن البصري
سأل رجل سيدنا الحسن البصري يرحمه الله: ما سر زهدك في الدنيا؟ فقال أربعة أشياء: علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي، وعلمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي، وعلمت أن الله مطَّلع عليَّ فاستحييت أن يراني على معصية، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي·
فرِّق الكرماء وثبِّت البخلاء!!كان في قديم الزمان رجل مسن يتجول في البلاد طلباً للرزق، فمرا على قرية كل من فيها بخلاء··· فلم يكرموا الرجل وابنه فدعا عليهم بقوله: اللهم ثبِّت هؤلاء القوم في أرضهم·
··· بعد ذلك ذهب الرجل وولده إلى قرية أخرى، كل من فيها كرماء، فأكرموا الرجل وابنه، فدعا لهم قائلاً: اللهم فرِّق هؤلاء القوم في البلاد··· تعجب الابن من دعاء أبيه وسأله: أتدعو للبخلاء بالتثبيت وللكرماء بالتفريق؟! أجاب الأب يا بني: إن البخلاء لو انتشروا في البلاد وتفرَّقوا لجعلوا كل من يقابلهم بخيلاً، أما الكرماء فلو تفرَّقوا في البلاد لجعلوا كل من يقابلهم كريماً·
قالوا في الصحبة والصحاب
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ما من شيء أدل على صاحبه ولا الدخان على النار من الصاحب على الصاحب·
وقال بعض الأدباء:
>لا تثق بالصديق قبل الخبرة، ولا تقع بالعدو قبل القدرة<·
وقال ابن الرومي:
عدوك من صديق مستفاد
فلا تستكثرن من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه
يكون من الطعام أو الشراب
وقال عدي بن زيد:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
جواب حسن
وقف الخليفة المهدي على عجوز من العرب، فقال لها: من أنت؟ فقالت: من طيء· فقال: ما منع طيناً أن يكون فيهم آخر مثل حاتم؟ فقالت مسرعة: الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك، فعجب من سرعة جوابها وأمر لها بصلة·
الدنيا دول
الدنيا دول، ما كان منها لك أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك، ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه، ومن رضي بما رزقه الله قرت عينه·
لغة القرآن الكريم
رغم محاولات الأعداء ومحاربتهم للغة العربية إحلال اللهجات العامية ونشرها بالأغاني والأفلام التافهة··· إلا أن اللغة العربية تزداد قوة وانتشاراً، لقد ثبت أخيراً أن اللغة العربية تستوعب مختلف العلوم أكثر من اللغات الأجنبية الأخرى لما لها من طاقة هائلة مدخرة في أصولها العريقة، والعجيب أن سلاح الأعداء وهي العامية أصبحت تقترب من الفصحى في معظم البلاد العربية والإسلامية·
معاذ الله
خطب الحجاج بن يوسف الثقفي فأطال، فقام رجل من الذين يحرصون على تأدية الصلاة في مواقيتها فقال: أيها الأمير الصلاة، فإن الوقت لا ينتظرك، والرب لا يعذرك، فأمر الحجاج بحبسه، فأتاه قومه وزعموا أنه مجنون، وسألوا الحجاج أن يخلي سبيله، ولما طلبوا من الرجل السجين أن يقر بالجنون قال لهم: معاذ الله، لا أزعم أن الله ابتلاني وقد عافاني وعندما علم الحجاج بذلك أكرم فيه صدقه وعفا عنه·
هكذا تقوم الساعة
نظر يحيى بن خالد البرمكي إلى دوره بعد النكبة التي حلَّت بالبرامكة، وقد هتكت ستورها واستبيحت قصورها وانتهب ما فيها فقال:
هكذا تقوم الساعة فهل من معتبر؟!
إلى من يكلها
تزوج رجل بامرأة قد مات عنها خمسة أزواج، فمرض السادس فقالت: إلى من تكلني؟ فقال: إلى السابع الشقي·
الهزيمة
أعمق معاني الهزيمة في حياة الإنسان تلك التي تنبع من داخله لتقضي على جميع مشاعره النفسية، وكل مظاهر السلوك الحياتي لديه، وأخطر ما في هذا النوع الرهيب من الهزيمة أن صاحبه لا يشعر به، ولا يعترف لأنه مخدر الذهن، مسلوب الإرادة، معبأ بما يحسبه الرفعة والمجد والظفر، وهو يحيا في أجواء من الغرور، لا يملك معها أن يفسح لغيره حواراً لأنه يطلُّ على من حوله من بروج الاستعلاء التي لا تؤمن إلا بعبودية الفكر وقهر الإنسان·
المفكر الإسلامي يوسف العظم
وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
قال الأصمعي: صنع الرشيد يوماً طعاماً فاخراً وزخرف مجلسه ثم أحضر >أبا العتاهية< فقال له صف ما نحن فيه من نعيم الدنيا فأنشد:
عش ما بدا لك سالماً
في ظل شاهقة القصور
فقال الرشيد أحسنت ثم ماذا؟ فأنشد:
يسعى إليك بما اشتهيـ
ت لدى العشية والبكور
فقال الرشيد أحسنت ثم ماذا؟ فأنشد:
وإذا النفوس تغرغرت
بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً
ما كنت إلا في غرور
فبكى الرشيد بكاءً شديداً، فقال بعض الحاضرين لـ>أبي العتاهية< بعث إليك أمير المؤمنين لتسره فأحزنته!! فقال الرشيد دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا منه·
يا أمة الإسلام
يا أمة قرآنها دستورها
وزعيمها كان النبي المرسلا
عودي إلى الدين الحنيف عقيدة
وشريعة وتخلقاً وتعقلاً
ما في سوى القرآن خير يجتبى
أو ما في سوى الإسلام نهج يبتلى
الله خارك للرسالة فانهضي
لتواصلي عمل الجدود الأولا
الزعيم المغربي علال الفاسي ـ يرحمه الله
من طرائف أشعب
كان أشعب يروي على مضيفه قصته فقال: كان هناك رجل·· ثم فجأة لمح مائدة الطعام قد أعدت للغداء، فسكت، وسال لعابه، ولم يكمل جملته، فسأله مضيفه: ثم ماذا يا أشعب؟ فأجابه الأخير وعيناه تتبعان المائدة: ثم مات الرجل!!·