المعنى الحقيقي للجمال
حب الجمال أمر فطري، وميل الأنثى إلى أن تكون جميلة أمر ليس غريبا. بيد أن ما نراه اليوم من مظاهر اهتمام مبالغ فيه بالمظهر، -حتى أن الصغيرات لم يعدن يعشن أعمارهن إنما هو نتيجة لعدة عوامل تضافرت مع بعضها البعض.
- فهو أولا : نتيجة لأفكار خاطئة طالت المفهوم السليم لقبول الذات والقبول الاجتماعي -وهو مطلب نفسي واجتماعي-.
والخطأ يكمن في الربط بين المظهر الخارجي وقبول الآخرين وتقديرهم ومحبتهم لنا. مما أخرج لنا توجّها يركّز على الاهتمام بالمظهر وإهمال الجوهر الذي يعد الأساس في تكوين الشخصية السوية وتنميتها.
-ويعد التقليد عاملا ثانيا في تفاقم هذه الظاهرة. فالفتيات يقلّدن البالغات والصديقات والممثلات والمغنيات في زمن اختلطت فيه كثير من الأمور وضاعت فيه العديد من الاعتبارات.
-ويأتي الإعلام بكل موجاته وتياراته ليجرف الفتيات والنساء عامة نحو جزيرة معزولة عن الوعي فيغذّيهن بثقافة الموضة والأزياء والـ ( NEW LOOK ) وعمليات التجميل وصناعة الجمال. حتى أصبحت أغلب البرامج التي تخاطب الأنثى في العالم العربي قد اقتصرت في خطابها على هذا النوع من ( الثقافة !! ) فزادت من هوس الاهتمام بالمظهر.
-لكن لا بد من التأكيد على أن التنشئة الاجتماعية وطريقة التربية هما الأساس. فعندما يركّز الوالدان في تربية الأبناء على تنمية الشخصية المستقلة الواعية التي تؤمن بأن قيمة المرء في جوهره وما يتحلّى به من قيم وأخلاق وسلوكيات، وعندما يحرص الوالدان على ترسيخ القناعة والرضا منذ الصغر كل ذلك يؤدّي إلى تأصيل المفاهيم السليمة والثقة بالنفس والحكم السليم على الآخرين القائم على الاحترام وعدم التحقير والبعد عن التكبر والتقليل من شأن الآخرين. وبالتالي ستكون مناعة النشء ضد الهوس بالمظهر أقوى. لأن ما نراه اليوم يعكس خللا كبيرا في النفسيات التي تشعر بالنقص وفقدان الثقة وتسعى إلى تعويض ذلك بمظهر تتباهى به.
المصدر جريدة المدينة السعودية